قصيدة بلدتي قانا
1
لبنان ياعرضي ،
ياأرضي ،
يابقايا أشلائي المتناثرة ،
ذبحوكي يالبنان بالسكين
قالوا تراها الآن تنزف
قلت مهلا ً ستقتل الجرح وتعود
ورددت أمين ...
2
يابلدتي قطعوا الطريق بيني وبينك
هدموا الديار
قتلواالحبيب
قتلوا الصديق
قتلوا الوطن
وأشعلوا بحقدهم نار
يابلدتي يوما ً ستأتي الشمس......
كي تعودين
وأعيش بين تلك الأحضان
هل تذكرين ؟
هل تذكرين وأنا طفل
أعبث لأرسم حدك المصون
هل تذكرين عندما أبعد عنك في الوطن ؟!
ماذا جري ؟
عدت سريعاً لك يابلدتي
وعندما كبرت وسافرت عنك للعمل
لم أستطع بسواك أن أكون .
صالحت نفسي لأعود...
لأني زرعت أوصافك الحسناء في قلبي
إني أحبك يابلدتي ...
ليس لأنك أجمل البلاد ...
ولا أبهر البلاد ...
ولا أروع البلاد...
لكن لأنك يابلدتي في نظري ....
تكونين عشيقة مثالية
تدعى الوطن
أنا أتحدث هكذا عنك لأنك أنت أنا
3
على حدود بلدتي وقفت أنظر ....
ماذا جرى ؟
أين أهلي ؟
أين خلاني ؟
أين ..... أين ؟
ذهبت لأحضر أفطارا ً لهم
عدت فلم أجدهم
فقد ناموا تحت الرمال
قذف العدى صاروخه ...
صارت دياري أطلال
طفلتي ... ياطفلتي ...
أين أنتِ ياطفلتي ؟
لم يبق سوى كراسة ..
وعروسة كانت لك
لم أجد أحدا ً يسامرني ..
يرافقني
فلم أجد دفاتر أشعاري
أشعلوا النار فيها ..
مثلما أشعلوا جسد صغيرتي
أمي ... ياأمي
قتلوك ياأمي
سرقوا الشاة والأوزه
سقينا الأرض ياأمي
دماء العز والمجد
ياأمي أني لا أرجو
أن أقتل إلا أستشهدا ً
ياأمي لا خير في قلبي ..
لو لم يحل أشواقا ً
أرجو أن أحمل سيفا ً ..
أن أجهر بالحب ..
أن أسفك دماء ً للأعداء
لا أذكر شيئا ً من الماضي ..
سوى حب ولعب وأعمال وغناء
قد صار اليوم ياأمي ..
عبرات تنزف جرحا ً
لا أقوى ياأمي أن أحمل سيفا ً ..
أن أقطع في الدرب مشوارا ً ..
بعد موتك ياأمي
لا ترحلي ..لا ترحلي
قاومت في الحرب الماضي جيشا ً
لكنك كنت معي
لابد أن تظلين معي ...
لابد أن تظلين معي .... ياأمي
4
الآن حملت السلاح
وكان مَن في عمري في بلد أخرى
لا يحمل رشاشا ً ..
بل يحمل كرة أو مضرب ..
أو كتب ، أو أقلاما ً
لكن الكرة والمضرب والأقلام ..
لا تنفع أن أدفع عنك بها جيوش الكفر
من أجلك ياأمي
حملت الرشاش ..
وتركت ريشة فنان
فالزمن لم يبق زمن
والكل يتسلى بالنظرة
لا يفعل شيئا ً
كمصاب بالأدمان
لا تقوى أن تحمله قدماه
لابد ياأمي أن أُركب أنيابا ً ..
كي لا يغتالك أحد..
لا يقترب من خيراتك أحد
" لا يحمي أرضا ً ..
أصحابُ ليس لهم أسنان "
قالوا الجيش العربي سيتحرك يوما ً
متى ..... متى ؟
فقد هجم الكلبان
5
سأبعثر وردا ً فوق الأطلال
سأنادي بأعلى صوتي ..
أني أنتصرت على أسرائيل
يوما ً سأحرر أرضي ..
وأرفع علمي ..
وأفتح مدرستي ..
وأعلم أجيالا ً بعد الأجيال
سأعلمهم أني لم أركع يوما ً لغير الله ...
أني دافعت عن عز الجيل التالي والتالي وال...
أنا طفلة علمني أبي أن
أن الكرامة في الصمود
وأن لا أبكي أبدا ...
أمام خنزير وكلاب
أنا طفلة قتلوا أبيها
فماذا تفعل ؟!
" والقوي لا يُعاب "
جردوني من أبي برصاصة ...
خلفها رصاصة
قطعوا أشلاءه بالبندقية
" والقوي لا يُعاب "
أنا طفلة في الحادية عشر
تركت المدرسة ..
لأن لم تعد هناك مدرسة
جميع الحقوق محفوظه للشاعر محمد عبد الحميد الدريهمي
1
لبنان ياعرضي ،
ياأرضي ،
يابقايا أشلائي المتناثرة ،
ذبحوكي يالبنان بالسكين
قالوا تراها الآن تنزف
قلت مهلا ً ستقتل الجرح وتعود
ورددت أمين ...
2
يابلدتي قطعوا الطريق بيني وبينك
هدموا الديار
قتلواالحبيب
قتلوا الصديق
قتلوا الوطن
وأشعلوا بحقدهم نار
يابلدتي يوما ً ستأتي الشمس......
كي تعودين
وأعيش بين تلك الأحضان
هل تذكرين ؟
هل تذكرين وأنا طفل
أعبث لأرسم حدك المصون
هل تذكرين عندما أبعد عنك في الوطن ؟!
ماذا جري ؟
عدت سريعاً لك يابلدتي
وعندما كبرت وسافرت عنك للعمل
لم أستطع بسواك أن أكون .
صالحت نفسي لأعود...
لأني زرعت أوصافك الحسناء في قلبي
إني أحبك يابلدتي ...
ليس لأنك أجمل البلاد ...
ولا أبهر البلاد ...
ولا أروع البلاد...
لكن لأنك يابلدتي في نظري ....
تكونين عشيقة مثالية
تدعى الوطن
أنا أتحدث هكذا عنك لأنك أنت أنا
3
على حدود بلدتي وقفت أنظر ....
ماذا جرى ؟
أين أهلي ؟
أين خلاني ؟
أين ..... أين ؟
ذهبت لأحضر أفطارا ً لهم
عدت فلم أجدهم
فقد ناموا تحت الرمال
قذف العدى صاروخه ...
صارت دياري أطلال
طفلتي ... ياطفلتي ...
أين أنتِ ياطفلتي ؟
لم يبق سوى كراسة ..
وعروسة كانت لك
لم أجد أحدا ً يسامرني ..
يرافقني
فلم أجد دفاتر أشعاري
أشعلوا النار فيها ..
مثلما أشعلوا جسد صغيرتي
أمي ... ياأمي
قتلوك ياأمي
سرقوا الشاة والأوزه
سقينا الأرض ياأمي
دماء العز والمجد
ياأمي أني لا أرجو
أن أقتل إلا أستشهدا ً
ياأمي لا خير في قلبي ..
لو لم يحل أشواقا ً
أرجو أن أحمل سيفا ً ..
أن أجهر بالحب ..
أن أسفك دماء ً للأعداء
لا أذكر شيئا ً من الماضي ..
سوى حب ولعب وأعمال وغناء
قد صار اليوم ياأمي ..
عبرات تنزف جرحا ً
لا أقوى ياأمي أن أحمل سيفا ً ..
أن أقطع في الدرب مشوارا ً ..
بعد موتك ياأمي
لا ترحلي ..لا ترحلي
قاومت في الحرب الماضي جيشا ً
لكنك كنت معي
لابد أن تظلين معي ...
لابد أن تظلين معي .... ياأمي
4
الآن حملت السلاح
وكان مَن في عمري في بلد أخرى
لا يحمل رشاشا ً ..
بل يحمل كرة أو مضرب ..
أو كتب ، أو أقلاما ً
لكن الكرة والمضرب والأقلام ..
لا تنفع أن أدفع عنك بها جيوش الكفر
من أجلك ياأمي
حملت الرشاش ..
وتركت ريشة فنان
فالزمن لم يبق زمن
والكل يتسلى بالنظرة
لا يفعل شيئا ً
كمصاب بالأدمان
لا تقوى أن تحمله قدماه
لابد ياأمي أن أُركب أنيابا ً ..
كي لا يغتالك أحد..
لا يقترب من خيراتك أحد
" لا يحمي أرضا ً ..
أصحابُ ليس لهم أسنان "
قالوا الجيش العربي سيتحرك يوما ً
متى ..... متى ؟
فقد هجم الكلبان
5
سأبعثر وردا ً فوق الأطلال
سأنادي بأعلى صوتي ..
أني أنتصرت على أسرائيل
يوما ً سأحرر أرضي ..
وأرفع علمي ..
وأفتح مدرستي ..
وأعلم أجيالا ً بعد الأجيال
سأعلمهم أني لم أركع يوما ً لغير الله ...
أني دافعت عن عز الجيل التالي والتالي وال...
أنا طفلة علمني أبي أن
أن الكرامة في الصمود
وأن لا أبكي أبدا ...
أمام خنزير وكلاب
أنا طفلة قتلوا أبيها
فماذا تفعل ؟!
" والقوي لا يُعاب "
جردوني من أبي برصاصة ...
خلفها رصاصة
قطعوا أشلاءه بالبندقية
" والقوي لا يُعاب "
أنا طفلة في الحادية عشر
تركت المدرسة ..
لأن لم تعد هناك مدرسة
جميع الحقوق محفوظه للشاعر محمد عبد الحميد الدريهمي