قصيدة الموت يأتي كي يجدد ثوبه
الشاعر محمد عبد الحميد الدريهمي
هي ذاتُها الكلماتُ
تَسكنُ فِي لُمى الأوجاعِ
تَسردُ قِصةَ العُمرِ الطَويلِ كلحظةٍ
وتَعِيشُ فِي أعْمَاقِه
فَرحاً وحُزْنَا
يالَهَا مِن رَوعةِ الحَكيِ القَديمِ
وتُوتةُ الأجدادِ تحتَ الظلِ
تجمعُ شملَ أحبابِ لنا رَحَلوا
خالُُ وجَدٌ ثمَّ خالٌ
ثم عمٌّ ، ثُمَّ .. ثُمَّ
الموتُ يَأتِي كَي يُجَددَ ثَوبَه
فنبيعَه أعمارَنا
فيكفنُ الأحلامَ حيثُ المُنْتَهَى
لا صوتَ يخرجُ مِنْ شِفَاةٍ أُُطبِقتْ
لكنَّهَا الذِّكرى
تغوصُ بِصَوتِها
كي تُوقِظَ الأيامَ حيثُ المُبْتَدى
قد كانَ فِيمَا قد مَضَى
جَدٌّ يُوارِي شَيْبَةَ العُمرِ الثَقِيلِ بِبسمةٍ
يَمشِي هُنَا
وبِرِفْقَةِ الشَّمسِ البَشُوشَةِ
يَروي
فَدّانَاً مِنَ البرسيمِ
بالعَرقِ المُعَتَقِ بالمَتَاعِبِ رَاضِيَا
لا شيءَ يُزْعِجُهُ سِوى أمٍ
تَلوذُ بإبنِهَا فِي سَاحَةِ القَتلِ الّتِي
احْمَرَتْ دَمَا
تِلفازُه الهَلكانُ يُخْبِرُهُ بِمَا
يَجرِي بَأرضِ الأنبياءْ
جَدَّاهُ يَاجَدِّي أَنَا
هِيَ كُلُّهَا الأخبارُ تُشْبِهُ بَعضَهَا
والقدس تنطق لهفة
انا وجه ماضيك السعيد
فقل لنا
بالله قل ،
أهي الحياة بقهرها صارت لنا
قَد كانَ فِيْمَا قَد مَضَى
خَالٌ يُداعِبُه الصَّباحُ كأنَّهُ
شَمسٌ لَهُ
وَدَمُ الشَبَابِ يَفُورُ فِي أطرَافِهِ
وأنَا الصَغيرُ مُبَحلِقَاً
فِي وَجهِهِ طُولَ المَساءْ
ياخالُ
هذا كتابُك ؟
وتَبَسَّمَ القَلَمُ الرَّصَاصُ بِرَاحَةٍ
فِي قَلبِ صَفْحَتِهِ الَّتِي طُويَتْ عَلَيهْ
الموتُ يَأتِي كَي يُجَددَ ثَوبَه
كي تركعَ الكلماتُ فِي مِحرابِ
دمعتِنَا القَديمةِ والجَديدةِ رَكعتينْ
أعلمتَ حقاً ركعتينِ
لا سواهما سوفَ تَخطو !
أم أنَّه التابوتُ يُفتحُ كلَّ حينٍ
يُخرجُ الأحزانَ ،
تَفترشُ المَدَى وتُصَلِي..