قصيدة شُرفةِ الأَحْلامِ للشاعر الكبير فتحي زيادة
مِن شُرفةِ الأَحْلامِ أرْنو
يا جَوى ،
زدْني ارتِجافْ
إنّي اصْطفيتُكِ للعذوبةِ
قِبْلَة ً
للرُّوح ِ صَوْماً واعتِكافْ
فَسَأسْكُبُ الأنْفَاسَ
شَهدًا مُسْكرًا
وسَأنْثرُ الوَجْدَ ائتِلافْ
وأُعَاقرُ الأقْداحَ صَمتًا كلَّما
يَغْدو جُنوني
كالمَدى وبِلا ضِفافْ
أنتِ الودَاعة ُ
والشُّموخُ ورقة ُ الأوتارِ
أنتِ صَبَابتي وغِوايتي
أنتِ الْعَفافْ
كم اشتهيتُكِ ،
للشُّجونِ شواطئ ٌ
وللحنينِ مرافئ ٌ
وللربيعِ مَناسِك ٌ
يُغْري الحَجيج َ إلى لَمَاكِ بالطَّواف ْ
يَنْسَابُ مِن شَفتيكِ
شَهدًا يَانعًا
ويُسافرُ الْعَبقُ الْمُصَفَّى
بينَ أنَّاتِ الحُروف ْ
ألقٌ يَطوف ْ
وكواكبٌ دُرِّيةٌ بينَ الضلوعِ
تَزُفُّ قلبي للصَّبايا بالدُّفوفْ
مُتَوسِّلا ً مُتَبتِّلاً
يَغْتَالُنِي
إحساسُ صَبٍّ في الهوى مخطوفْ
قد راودَتْهُ في هَواكِ فِرْيَة ٌ
– بَذْلُ النُّفوس ِ في الهوى
خيرٌ وأبْقى
مِن شَهيدٍ راحَ قَتلاً بالسُّيوفْ –
في سَمْتِكِ الورْديّ
في تغريدة ِ الصُّبحِ النَّديِّ
وفي سَنا شَفتيكِ دانيةِ القُطوف ْ
يا خَفْقَتي البِكرِ التِي
تَشْدُو نَشيدي
تَسْتبيحُ بيّ الجنون ْ
يا خُضْرَة َ الزيتونِ
في سِحْرِ المَآقي
ذوّبِيني
وامسَحي عنّي الشُّجُونْ
مَن أنتِ ؟
يا مِحْرَاب َ قَلْبِي
وانشطارَ الياسمينِ
ورفَّة َ الوترِ الحنونْ
يا مَن تُجيدُ قراءة َ الصَّمتِ الطَويلِ
وثرثراتي في الْعيونْ
زلزالُ هَمْسِكِ هزّني
وتَحطَّمتْ كلُّ الحُصونْ
وأنا مُغامِرُ
في هَوَاكِ
امْتَطِي مُهْرًا حَرُونْ
رُوحي فِدَاك ِ
والرُّموشُ مَظَلَّة ٌ
والقلبُ نَبعٌ للجوى
عَذبٌ فلا تَخشِ الجفاف ْ
وأنا هُنا
في شُرْفَة ِ الأحلام ِ أهذي
يا هَوى زِدْني ارْتِجَافْ